تسجيل الدخول
رقم الموظف:
كلمة المرور:
نسيت كلمة المرور؟ تحتاج إلى مساعدة؟
بوابة المعلومات - مكتب غزة الإقليمي
الرئيسة
التفاصيل
حلم انتهى ليبدأ حلم جديد
تاريخ الإنشاء:
الثلاثاء، 13/02/2018 - 01:38 PM
-
آخر تعديل:
الأربعاء، 14/02/2018 - 12:39 PM
"عندما تخسر شيئا جميلا من حياتك فلا تطيل التحسرعليه، وافتح قلبك لحياة جديدة، سيأتيك ما هو أجمل" كانت لهذه العبارة والتي رأتها مها لأول مرة معلقة على حائط مكتب مشرفة التدخل الاجتماعي الأثر البالغ فى تغيير محور تفكيرها ونظرتها للأمور.
كانت الدموع تنهمر من عيني مها المختفيتين خلف النقاب، وكأنها تحاول إخفاء الحزن المغروس بداخلها، لكن هذا الحزن أمرا لم تتمكن من إخفائه.
فقدت مها زوجها الشاب حينما خرج عام 2014 باحثا عن مستقبل أفضل لأسرته بعيدا عن الوضع الاقتصادي المزري بقطاع غزة، فتوجه إلى ليبيا للبحث عن فرصة عمل حاملا في مخيلته حلم الهجرة إلى إيطاليا كحال الكثير من الشباب، على أمل الرجوع بمبلغ من المال يؤمّن لأبنائه مسكنا متواضعا أو ينقلهم للعيش معه هناك، لكن كان الغرق مصيرا لأحلامه البسيطة، فترك خلفه أطفالا صغار لم يشبعوا من حنان الأب. على إثر هذه الفاجعة، انتقلت مها وأطفالها للعيش في منزل والدها البسيط وسط المخيم.
بعد معاناة استمرت لثلاث سنوات، اقترح أحدهم على مها التوجه للأونروا لعلها تجد بها سبيلا للنجاة. وبالفعل توجهت مها لمكتب الإغاثة والخدمات الاجتماعية، ومنذ اللحظة الأولى للتعارف ما بين مشرفة التدخل الاجتماعي ومها، بدأت المشرفة معها رحلة عمل مهنية مبنية على أسس ومبادئ علمية لمساعدة الحالة على التخلص من كابوس الماضى الذى مازالت تعيشه واقعاً مريراً يهدم أي محاولات للنجاة. فكان الدعم النفسى الاجتماعي هو اللبنة الأولى للعملية المهنية والذي تمكنت مشرفة التدخل الاجتماعي من خلاله من تعديل النظرة التشاؤمية التى تسيطر عليها وتقف حائلا أمام أي نظرة مستقبلية للتغيير. اتبعت المشرفة جلسات التفريغ الانفعالي والإرشاد الموجه المبني على التعاطف كأسلوب سائد فى بداية العمل.
لعبت نظرية الذات الدور الأكبر فى هذه العملية حيث تم من خلال الالتزام بأسسها ومبادئها تحقيق تغيير جذري فى شخصية مها، والتي أصبحت تركز على نقاط القوة بدلا من نقاط الضعف التي كانت تسيطر عليها لسنوات. كما باتت تتمتع بالقدرة على مواجهة الصعاب وتحمل المسئولية.
ومن ثم استثمرت مشرفة التدخل الاجتماعي هذا التحول الذي طرأ على الحالة لتشجيعها على استكمال دراستها. وعبر التواصل مع فاعلي الخير، تم توفير الدعم النقدي، فالتحقت مها بالجامعة وهي حاليا بالفصل الدراسي الثاني، وقد حصلت على معدل في الفصل الدراسي الأول بلغ 86%.
ولم يقتصر التدخل على تقديم الدعم النفسي الاجتماعي بل سعى الى تحسين المستوى المعيشي للأسرة حيث تم مساعدتها بفضل بعض فاعلي الخير بالمنطقة. تم توفير كسوة صيفية وكسوة شتوية لها ولأبنائها، وتوفير بعض المواد الغذائية العينية بصورة متقطعة، والحصول على كفالة لأبنائها الصغار تمكنهم من العيش بكرامة.
بعد النجاح الذي حققته مها على الصعيد الشخصي بفضل وحدة التدخل الاجتماعي، تحلم مها الآن باستكمال مسيرتها التعليمية والعمل والاستقلال بأسرتها ورعاية أطفالها الصغار آملة بتوفير مستقبل أفضل لهم.
مها: اسم مستعار
الصفحة الحالية:
الرئيسة
إتصل بنا
لأعلى