تسجيل الدخول
رقم الموظف:
كلمة المرور:
نسيت كلمة المرور؟ تحتاج إلى مساعدة؟
بوابة المعلومات - مكتب غزة الإقليمي
الرئيسة
التفاصيل
مناشدة أمل
تاريخ الإنشاء:
الإثنين، 12/03/2018 - 11:27 AM
-
آخر تعديل:
الإثنين، 12/03/2018 - 11:28 AM
إنها مناشدة للحياة أرسلتها "أمل" سيدة في الثلاثين من عمرها، وهي وافدة من إحدى الدول العربية حيث لا أقارب، ولا أصدقاء، ولا جيران. تعيش بائسة في منزل مستأجر لا تتجاوز مساحته 35 متراً، خالٍ من معالم الحياة، ويفتقر إلى الأثاث بأكمله، وكان مصدراً للأمراض النفسية والصحية. أما عن الزوج فهو يعاني من نوبات من العصبية الزائدة، ولديهم أطفال دون الثامنة عشر يعيشون في هذه الظروف المأساوية.
قد دفعت هذه الوحدة "أمل" لمناشدة إحدى المواقع الإخبارية المحلية لتعبر عن المأساة وتطلب متضرعة ومتوسلة المساعدة من أصحاب القلوب الرحيمة لإغاثتها، ولم تكن تعرف أن وراء هذه الكلمات المعبرة ستولد حياة جديدة. فقد وصلت مناشدتها لبرنامج الاغاثة والخدمات الاجتماعية في الأونروا، وتم بإرسالها مباشرة إلى مشرفة التدخل الاجتماعي للزيارة والتقييم المبدئي.
فبدأت المشرفة تنسج خيوط خطة التدخل الاجتماعي بالتعاون مع الأسرة من خلال استخدام النظريات العلمية والأساليب المهنية الملائمة. وقد تحققت الأهداف نتيجةً للجلسات الفردية الإرشادية مع السيدة التي هدفت إلى تعزيز قدراتها والتعرف على اتجاهاتها عبر الاستماع الواعي، والتعاطف المتفهم، والإرشاد الديني، والمحاورة للعمل على التخلص من الأفكار السلبية التي تؤمن بها، وتأكيد الذات وتبصيرها بأهمية الأسرة ومسؤولياتها تجاه أطفالها.
وقد واصلت المشرفة العمل على تحسين ظروف المسكن. حيث تم توفير مسكن ملك للأسرة، من خلال أهل الخير من المجتمع المحلي. وهنا جاءت نقطة التحول العظيمة في حياة الأسرة. وكانت الفرحة الحقيقية التي خيمت على جميع أفراد الأسرة، ولكن هناك الكثير للقيام به. فقد نسقت المشرفة مع عدد من جمعيات المجتمع المحلي لترميم المنزل وبالفعل قامت إحداها بترميمه بالكامل من بلاط كراميكا، ودهان، ومطبخ، وحمام، .... إلخ.
واستكمالاً لتنفيذ باقي أهداف خطة التدخل الاجتماعى، لم تقف المشرفة في هذه الزاوية مكتوفة الأيدي بل انطلقت إلى المزيد من العمل، حيث وجهت السيدة إلى العديد من مزودي الخدمة فى المجتمع المحلي، وبالفعل تم مساعدتها في الأثاث المنزلي مثل غسالة، وغاز، وأدوات مطبخ، وفراش، وطرود غذائية أسبوعية، ومساعدات نقدية شهرية، وهاتف جوال، وملابس شتوية، وثلاجة. وتم دمج السيدة في برنامج تمكين المرأة لتلتحق بتدريب مناسب لها وذلك لبث الثقة بالنفس لديها.
واستكمالاً لباقي بنود خطة التدخل الاجتماعي، وجهت المشرفة نظر أمل تجاه أفراد الأسرة، فأحدهم مصاب وكذلك يعاني من اضطرابات نفسية، فقامت المشرفة بتحويله إلى برنامج غزة للصحة النفسية لتلقي المساعدة. كما تحسن المستوى الدراسي للابنة الكبرى التي وصل تحصيلها الدراسي إلى 85%.
"أنت ملاك ربنا بعتك إلنا" هكذا عبرت أمل عن الفرحة العميقة ، فقامت بتقديم الشكر والامتنان إلى وحدة التدخل الاجتماعي من خلال ذات الموقع الذي عرضت عليه مناشدتها أول مرة. وهكذا عادت الروح إلى الجسد وبدأ القلب يدق بالأمل والحياة.
بعد حقبة من الزمن، عادت المشرفة لمتابعة ما حققته الأسرة من نجاحات، فأما عن الوضع التعليمي فالإبنة الكبرى كان التفوق حليفها بمعدل 89%، والإبن الأصغر كان يرسب بإستمرار ولكن بفضل متابعة الأم في المنزل والمرشدة المدرسية طرأ تحسن ملحوظ على مستواه الدراسي. حيث قامت بتسجيل هذا الطفل في مؤسسة إنقاذ الطفل ليستفيد من مساعدة مالية بمبلغ 100 يورو. وتوجه الإبن الأوسط ليتدرب على يد جار لهم على أعمال القصارة والبناء بما يتناسب مع ميوله. والطفلة الصغيرة قد إلتحقت بالروضة. أما الزوج الذي يمثل بؤرة المشكلات فهو يتابع علاجه وقد تحسن عما كان عليه بالسابق.
فكانت هذه التغيرات التي طرأت على الأسرة نتاج التدخل الإجتماعي وهكذا يعود التوازن والقدرة على التكيف محمول على أكتاف أفراد الأسرة.
"أمل" اسم مستعار
الصفحة الحالية:
الرئيسة
إتصل بنا
لأعلى